طيب القول.. بقلم: مصطفى ياسين
مصطلح جديد وغيرُ مألُوف- على الأقلّ بالنسبة لِى- ظَلَلْتُ أُردِّده وأبحثُ عن معانيه ومكنوناته، عَبْر الشَبَكَة العنكبوتية لمعرفة المزيد عنه، حينما تلقَّيتُ دعوة من د. عبدالحميد الرُمَيثى- الرئيس التنفيذي للهيئة الدوليّة للتسامُح- لحضور المُلْتَقى العالمي الخامس للدبلوماسيّة الثقافيّة، الذي عُقد تحت شعار "أفضل المُمارسات في الدبلوماسيّة الثقافيّة"، بأحد فنادق القاهرة.
وحينما جاء موعد اللقاء فوجئتُ بمشاركة عدد كبير من الشخصيات العربية والأجنبيّة، يُمثِّلون أطيافًا عِدَّة، ورغم ذلك اتّفقوا- فى شِبْه إجماع- على عدّة عناصر كلّها تُسهم فى إشاعة السلام والمحبَّة، ونبْذ العنف والكراهية، فيما بين الشعوب حتى تنعَم الإنسانية بالأمن والأمان والاستقرار.
ونظرةٌ سريعة على أسماء بعض الحضور توضِّح مدى هذا التباين، وتتساءل عن سُرعة التفاهُم، فعَلَى رأسهم: اللواء طارق المهدي، الشاعر أحمد باديب، السفير محمد البيومي، السفير اليمنى محمد إسماعيل الربيع، د. أشرف عمران، النائب بالشيوخ ياسر زكي، د. كمال مغيث، د. رشيد الحمد، د. كوثر الزغلامي، محمد علي النقي، عاطف الوهيبى، د. حسن السعدى، زين العابدين أمين، عبدالرحمن العطيشان، د. آمنة فزَّاع، د. ليلى البلوشي، فضلا عن مُمَثِّلين رُوس بقيادة Olga Makeeva
Inga Bashkirova, Sergei Volchansky.
كلُّ هؤلاء أوصُوا بضرورة تعزيز تبادل البرامج الثقافيّة والفنيّة بين الدول، ودعْم المبادرات التعليمية التى تروِّج للتنوُّع الثقافي، وإنشاء مراكز ثقافية مشتركة لتعزيز الحوار بين الشعوب، مع تشجيع المشاريع الإعلامية التى تعكس التنوّع الثقافي وتُسهم في بناء جسور التفاهم، وتطوير سياسات تدعم الحفاظ على التراث الثقافي وحمايته من التهديدات.
ركَّزت الجلسات على كيفية استخدام الثقافة كوسيلة لتحقيق السلام وتعزيز التفاهم بين الشعوب، وكيف تُسهم الفنون والآداب والموسيقى فى تجاوز الحواجز اللغوية والثقافية، والتأكيد على أن الدبلوماسية الثقافية ليست مجرّد وسيلة ترفيهية بل هى أداة قوية لتحقيق التفاهم والسلام العالميَّين، وخطوة أساسية نحو مستقبل أكثر استقرارًا وازدهارًا.
وأشاروا إلى أن الدبلوماسية الثقافية، تُعتبر ما نسمّيه "القوّة الناعمة" مُستشهدِين بدُور الأزهر الشريف لنشر الدعوة الإسلامية، خاصّة وأنه يستضيف أكثر من ٤٠ ألف وافد من مختلف الجنسيات، هُم في الحقيقة سُفراء لنا في بلادهم، وكذا دُور الكنيسة الوطنيّة.
ولابد أن يستشعر كلُّ واحدٍ منّا عُلُوَّ ورِفعة تاريخه وتراثه ورُقِىّ قِيَمِه ومبادئه، خاصّة حينما يتحدّث مع الآخر، وهذه حقيقة وليست ادعاء.
أكّدوا أن الحوار هو اللغة التى أوجدها الله منذ خَلَق الإنسان، وعلَّمه ما لم يعْلم، وأن مفردات الإسلام بمنتهى العقلانية والحرية تتعامل مع الإنسان مباشرة دون وسيط، والقرآن الكريم دستور مُحْكَم، آياته صالحة لكل زمان ومكان، ولُغتنا العربية وطن يتساوى فيه الجميع، وميدان للمباراة والتنافس فى مجمل العلوم والآداب، وعلماؤنا أضاءوا ظلام أوروبا، حتّى جاءت العولمة وأغرقت تاريخ أُمَّتنا بتقديم اللغات الأجنبية في كلّ شئ حتى العلاقات الاجتماعية وبدت العربية غير أساسية في التعليم وهى لغة القرآن.
أشاروا إلى أن الأمن المائي والغذائي، هو إحدى الأولويات والأسلحة والأمن القومي، فى ظلِّ استيراد سلع بأكثر من مائة مليار دولار، ووجود تغيُّر المُناخ وتسبّبه فى مجموعة مُشْكلات كبيرة، لذا نحتاج خريطة زراعية لتحقيق الأمن الغذائي.
وأن الدبلوماسية الثقافية تلعب دَورًا مُهمًّا فى تعزيز الهُوية الثقافيّة للشعوب، ودعم العلاقات بين الدول، وبناء جسور علاقات أقوى وأكثر استقرارًا، فهى مِنَصَّات للحوار والتعاون تُعزِّز الاحترام المُتبادل وتقلِّل من احتمالات نُشوب الصراعات العالمية كما نشاهد اليوم ونكتوى بنارها.
فَنَتَمَنَّى أن تكون "الدبلوماسية الثقافية" بالفعل أحد عناصر إقرار السلام والأمن بين الإنسانيّة التى هى فى أَمَسِّ الحاجَة إليها.
إرسال تعليق