يُنظِّم
مسجد "شباب أهلِ الجنَّة" بالتجمُّع الأول، مسابقة فى حفظ القرآن الكريم،
كل شهرين، للأطفال أحباب الله.
قالت
الداعية م. عبير أنور- مشرفة التحفيظ والمسابقة-: كانت البداية منذ ست سنوات، في
إطار توجيهات وزارة الأوقاف بإنشاء مدارس قرآنية تُشْرِف عليها الواعظات، ويدْرس
الأطفال من خلالها القرآن والأخلاق.
وكان
التعامل مع الأطفال خبرة جديدة بالنسبة لي، فقد تخصّصت في تحفيظ السيّدات على مدى
خمسة عشر عاما.
ولكن
انطلاقاً من روعة الفكرة، بدأت أعدّ تصوُّرا لشكل اللقاء مع أحباب الله، فطلبت من
إمام المسجد الإعلان عن المدرسة وموعدها، وكان التصوّر المبدئي تحفيظ الأولاد ما
تيسّر من كتاب الله، وبعدها الانتقال إلى "الحدوتة" وهي عبارة عن قصّة
تشرح قيمة أخلاقية مُعيّنة كالصدق والأمانة والرحمة والوفاء وغيرها، ثم نقوم
بتوزيع ورقة للتلوين تحمل نفس موضوع القصّة والقيمة الأخلاقية التي تحدَّثنا عنها،
ويبدأ الأطفال في تلوينها.
مع
الوقت ازدادت خبرتي في التعامل مع الأطفال: تنظيمهم، تحفيزهم، فك اشتباكاتهم، وأصبحت
أُرزق الأفكار.
فتمّ
تطوير فكرة التلوين إلى فكرة إعادة التدوير فتغيّرت مع الوقت نظرتهم إلى المخلّفات،
فما كان من قبل يُلقَى في سلّة المُهملات أصبح يتحوّل لـ: حامل أقلام أو فازة أو
كارت وغيرها.
ومرَّات
نتعلّم الزراعة ونتحدّث عن معجزة الإنبات، ثم تطوّرت الفكرة إلى صناعات صغيرة،
فتعلّمنا صناعة العيش والبيتزا وصناعة المخلِّل وتصميم مفرش. وأصبحت أبحث لأطوّر
تلك الأفكار لأني وجدت أن هذه الفقرة من اليوم محورية تحفِّزهم على الحفظ والحضور
وتحبّبهم في المسجد.
وازدادت
أعداد الأطفال من فضل الله، وزاد كمّ الحفظ وخشيت أن يتفلَّت الحفظ، فجاءت فكرة
المسابقة القرآنية، وفيها أجلس مع كل طفل على حِدة واختبره بعدة أسئلة في أماكن
متفرّقة من حفظه، ولا أستطيع وصف سعادتي في ذلك اليوم الذي يأتي كلّ شهرين فرحة
عميقة تملأ قلبي وتطرب أُذني لسماع القرآن من أفواههم الغضّة، ينتهي الامتحان أو
يوم الحصاد وهم يردّدون سؤالا واحدا: متى التكريم؟!
والذي
يأتي في الأسبوع التالي مباشرة حيث إعداد شهادات التكريم والجوائز ليتسلّمها الحَفَظَة
وسط صفيق أقرانهم.
والآن
وبعد مرور ست سنوات على إنشاء المدرسة القرآنية بمسجد "شباب أهل الجنّة"
كبر الصغار وظهرت مواهبهم وأصبح منهم من يشارك بأفكاره، ومنهم من يساعد في التنفيذ
أو في الحفاظ على النظام وتنظيم دخول المتسابقين للاختبار مع الاستمرار في الحفظ
والمراجعة.
العمل
مع الأطفال إحدى المُتع الحقيقية، فأنت تعمل مع قلوب على فِطْرَتها تمنحُك حبًّا
غير مشروط، تستمد منهم الحماس والشغف وتستمتع بالفرحة في العيون.
من
سنوات كان مجالا أستكشفه، والآن أصبح مكانا بالقلب وجزءا أساسيا من تجربتي الدعوية،
بل الجزء المُفْعَم بالحيوية والأمل، والذي أحمد الله عليه، وأسأله عزَّ وجلَّ أن
يستخدمنا دائماً ولا يستبدلنا.
إرسال تعليق