"ريم الخولي" نصيرة الغارمات والمطلقات والمعيلات:
مبادرات الرئيس تصب فى صالح المواطن.. وتؤكد عظمة وحضارة مصر والمصريين
تجهيز الأم لابنتها بوصولات الأمانة.. (سبب البلاوى)
قانون الأحوال الشخصية بحاجة لإعادة نظر.. وحق الرؤية يحتاج وقفة
حوار- محمد الساعاتى:
تعد ريم الخولي (33 عاما) سويسية الأصل والمقيمة بالقاهرة، المتخصصة في الأحوال الشخصية (العسكري منها والمدني والجنائي)، نصيرة المرأة المعيلة والمطلقات، بالإضافة إلى دورها الحيوى فى مساندة ومساعدة الغارمات.
التقيناها وأجرينا معها الحوار التالى.
*فى البداية.. حدثينا عن نوعية العملاء لديك من النساء؟
**بكل أسف فإن أكثرية من ياتونني من السيدات ينظرون إلي على أساس اننى (محامي خلع)، ولكنى أجتهد فى إنصاف المضارات منهن.
* وما الذي جعلك تحبين هذا المجال؟
** أعتبر عملي كما لو كان خيريا وأقول ذلك لمن يفهم.
* وما الذي حببك في هذا المجال الذي يكمن في مناصرة الضعيفات منهن وخاصة المطلقات والأشياء الأخرى؟
** (الموضوع غريب شوية) أحببت هذه الرسالة من والدتي (محامية) حيث كنت أذهب معها وأنا صغيرة وهي تؤدي عملها فى ساحات القضاء، فأحببت هذه المهنة وخاصة في لحظات (الأكشن)، وحينما تزوجت وأنا أدرس، حدثت ظروف أدت إلى انفصالي عن زوجي، فوجدت نفسي مضطرة لمواجهة الموقف بشجاعة، رغم أنني مازلت أدرس، فنزلت إلى المحكمة وجمعت بين الدراسة والتطبيق العملي، واكتسبت الخبرات مبكرا، وأصبح الموضوع بالنسبة لي (أخذ حق)، وأكرمني ربي بأن كنت كما يقولون: (بنت مرزقة)، استفدت من الحياة العملية، حيث تخطيت مرحلة كوني أتدرب عند محام، كما أفادتني تجربتي الشخصية والتي تكمن في وجود ابنتي وعندها (10 سنوات)، وتجربة النفقة والمتعة، كل هذه الأشياء علمتني تفاصيل مستحيل ان يتفهمها المحامي بسهولة.
النموذج الأول
* هل لنا أن نتعرف على النموذج الأول الذي دفعك للنجاح؟
** أعتبر النموذج الأول في حياتي هي أمى، التي كانت تصطحبنى معها إلى عملها وهي أرملة، فكنت أشعر بسعادة بالغة، حين أراها وهي تترافع في المحكمة، كما علمتني أمي كيف أكتب المذكرات، وكيف أضع يدي على الثغرات في كل قضية على حدة.
الخلاصة: أن أمي والظروف المحيطة بي هي التي دفعتني لاكتساب الخبرات والنجاح، وخاصة أن والدتي كانت تتمتع بشخصية قوية، مما جعل البعض يطلق عليها (محامية مخضرمة)، حيث كانت متخصصة في الجنايات، أما أنا فقد تخصصت في الأحوال الشخصية.
آمال وطموحات
* وماذا عن طموحاتك وما تحلمين بتحقيقه؟
** أحلم بإنشاء مؤسسة كبرى لكي أناصر من خلالها هؤلاء المستضعفات في مجال الأحوال الشخصية وخاصة السيدات، حيث أنه يوجد لدينا نقص شديد في وجود مؤسسات في بعض الدول، فمثلا عندما نريد أن نتابع من هم في الخارج فلابد أن نتواصل مع السفارة، ولا يتوفر لنا ذلك إلا بعمل هذه المؤسسة التي تسهل لنا مخاطبة (الإنتربول.. البوليس الدولي)، ومن هنا نستطيع أن ننفذ الأحكام، كما نستطيع أن نتبادل مع الدول الأخرى.
وفيما يتعلق بخصوص المرأة أحلم بإنشاء مؤسسة تخدم المرأة، ولن يكون هذا الأمر مكلفا في ظل وجود جهود الدولة المخلصة، وجهود رجال الأعمال المخلصين أيضا، وانبه أنه توجد عندنا دار تسمى (دار المعيلات) -نظام شقق أو فيلات- مؤجرة-، حيث يأخذون كل السيدات اللواتي ليس لهن أهل، ويضعونهن فى هذه الدار نظير دفع إيجار شهري بسعر رمزي، هذا الأمر إذا ما توسع بشكل أكبر سيحل أزمة كبيرة في بلادنا.
* وما الذى ترفضينه من مشكلات فى هذا المجال؟
**أرفض أن ينتهز البعض البسطاء وأصحاب المشكلات ويقومون بإلتقاط الصور معهن من أجل (الشو الإعلامي) وأقف لهم بالمرصاد.
فوجئت فى إحدى المرات أن بعض السيدات ذهبن إلى احدى المؤسسات الوهمية، وقاموا بالتوقيع على إيصالات أمانة مقابل حصولهن على أشياء على سبيل الاقتراض بفوائد عالية جدا.
رسالة سامية
*وما هو دور الإنسانيات لديك؟
** تلك هى رسالة سامية، ويجب على الجميع أن يؤدوا عملهم بكل ضمير وأمانة، حيث أقوم بعملى قدر استطاعتى، أحاول أن أوظف الأمور من ناحية (الرجل) ومن ناحية (المرأة) بما أملك من سلاح مكون من قانون ومواد وثغرات أو قبول تحقيق مطالب المضارين، وهي مطالب عادلة، كما أحاول أن أحقق العدل، وبحكم تخصصي -رغم أن بعض السيدات اتخذوني كواجهة (محامي خلع- أحاول أن أبذل قصارى جهدي في قضايا وصولات الأمانة (الشيكات) ومناصرة وإنصاف الغارمات أو الجنح أو الضرب، أحمل في كل ذلك: مستقبل طفل جاء إلى الدنيا لا ذنب له، مستقبل سيدة، مستقبل رجل سيقوم بتكوين أسرة جديدة، نسمي قانون الأسرة (الأحوال الشخصية) أهم الضلوع الموجودة، ومن وجهة نظري أجده أقواهم، فهذا قام برفع قضية (شيكات) وصلات أمانة، وآخر تمت سرقته، هذه القضايا مصيرها واضح وثغراتها في القانون واضحة، أما عن حكم المستقبل فقضيته طويلة بالنسبة لي.
* رسالة تبعثين بها للزوجات الساعيات إلى الطلاق؟
** أقول لكل واحدة منهن: أنا ڪمحامية ليس مطلوبا منىّ تفصيل قانون على مقاسك، لكن المطلوب منىّ بذل المجهود والاهتمام بالقضية حتى أڪون قد أديت واجبى، وأنصحها: لو صبرتى على زوجك مثل صبرك على محاميك فمن الممڪن ألا تذهبين إلى المحڪمة، لو ڪل زوجة أعتنت بملبسها فى بيتها ڪلباسها عند ذهابها إلى المحڪمة وإهتمت بنفسها
وبتفاصيل حياتها الزوجية ڪاهتمامها بالقضايا، مؤڪد أن زوجها لن ينظر لغيرها.
لو عاملت زوجكُ بنفس الطريقة التى تعاملين
بها سڪرتير الجلسة والقاضى عندما يصرخون
فيك، وحضرتك رغما عنك تحافظين على هدوئك لدرجة أنك تنافقين! نعم، تنافقين لأنك رغم غيظك وقهرك منهم تتڪلمين معهم بمنتهى الذوق وتبتسمين إبتسامة صفراء!! ليست من قلبك حتى تنجزى مصلحتك.
لو ڪان هذا رد فعلك عندما أغضبك زوجك ڪان سيمتنع عن إغضابك وسيحاول إرضاءك بأى شڪل.
لو صبرت على مشڪلات البيت ڪصبرك على عناء الطريق للمحڪمة وإنتظارك لموعد الجلسة وبنفس الحڪمة أڪيد المشاڪل ڪانت ستُحل، إن تحمل العناء فى بيتك أسهل من تحمله فى المحاڪم، ومجاملتك لزوجك فى البيت ليست نفاقا ڪمجاملتك نفاقا لأى شخص فى المحڪمة، تذڪرى جيدا لحظة دخول القاضى للجلسة، فإنك تلتزمين الصمت أنت وڪل الموجودين، فى القاعة تغلقين جوالك غصبا عنك بالأمر المشدد، مع أن زوجك لما يطلب منك ترك الجوال وتلبية طلبات البيت والأطفال وطلباته تتعصبين وتنڪدين عليه لمجرد أنه طلب منك اهتماما بأداء واجباتك الأسرية (أسرتك وبيتك أنت).
المقصود من الڪلام ان صبرنا على أنفسنا أحسن
من صبرنا فى المحاڪم، فبيوتنا أمانة فى رقابنا.
وصولات الأمانة
*نصيحة تبعثين بها للمتعاملين بوصولات الأمانة وخاصة الغارمات منهن؟
** أقول لهن: لا داعى أن تلجأن إلى التعامل بوصولات الأمانة، الأرزاق على الله، فهو الخالق والمقدر للرزق منذ بداية الكون، وعلى الأم التي تجهز إبنتها أقول لها: عليك بالإجتهاد والسعي، فإن باب الشغل حاليا مفتوح، واقول كما أن للسوشيال ميديا عواقب وخيمة، إلا أن لها أشياء كثيرة نافعة، منها أنك باستطاعتك أن تقومين بعمل مشروع أون لاين، من الممكن تشتري وتنسقي مع أحد المصانع، ومن الممكن ممارسة مهنة الخياطة. أنصح بممارسة هذه الأعمال ولا داعي لأن تتكاسلي واحذرى من التعامل مع وصولات الأمانة (الشيكات) أذكر وأنا بنت وكان والدي قد توفاه الله فوجئت بأناس يجهزون بناتهم بالشيكات ولكني أؤكد أنني لن أجهز ابنتي (حينما تكبر) فوق طاقتي مطلقا.
وعلى أهل العروس وأهل العريس أن يلتزموا جميعا، وعلى ولى الأمر أن يلتزم، وأرى أن الأمور (كده.. كده.. هتعدى) وألفت النظر إلى شئ مهم وهو: عندما يحدث خلاف بين العروسين ويتم الانفصال نشاهد العفش..(العزال) ملقيا على الأرض في قسم الشرطة لتتسلمها المرأة المطلقة، وأرى أن هذا (العفش) لا يمثل بالنسبة للعروسين أي امتيازات، فأنا كزوجة من الممكن أن أجلس على كرسي في بيت الزوجية وأكون سعيدة، وأتذكر أن الواحدة منا قد بدأت حياتها بأشياء (بسيطة والأمور مشيت معانا) وكنت وقتها سعيدة، أرى أن موكلتي إذا اقترضت من أجل أن تجهز إبنتها فلن يكون لها مقدار عندي.
قصص وحكايات
*هل لنا أن نتعرف على بعض القصص التي تحفزك لأن تسعين في الوقوف إلى جوار أصحابها؟
** من أهم الأشياء التي تدفعني لأن أقف إلى جوار أصحاب هذه المشاكل يوم أن أجد مريضا أو مريضة تعاني من مرض مزمن، كالكنسر والعياذ بالله، أو أجد سيدة ستجرى جراحة، أو غير ذلك من الأزمات القهرية، لكني لا يمكن أن أسعى مع سيدة تجهز إبنتها بوصولات الأمانة.
أسعى لأداء العمل الخيري تحت مظلة الظروف القهرية عبر جروب مع بعض المعارف الثقة، وليس تحت مظلة من الجمعيات المشبوهة.
أتذكر أن إحدى السيدات لجأت إلي، كانت في حالة وضع متقدمة، ولا تملك أموالا وهي ستلد قيصريا وكانت المفاجأة أن أعضاء الجروب تعهدوا بمساعدتها والوقوف إلى جوارها.
* وماذا عن شعورك كلما نجحت فى تقديم مساعدة للمحتاجين؟
** أشعر بسعادة غامرة كلما ساهمت في عمل الخير ومعى كل الحريصين والحريصات على حب الخير مثل الزميلة إيمان القرنشاوى التى تسعى بكل جهد فى ادخال البسمة إلى قلوب الآخرين، وأرى أن المكسب الحقيقي يكمن في هذه اللحظات، حيث أشعر بالطمأنينة وأن ربنا سيكرمني في ابنتي (10 سنين) مادمت أساعد الآخرين، فلا أنظر إلى أنني أساعد تحت مظلة جمعية أو حزب، بل أساعد لله عز وجل.
*وماذا تقولين فيمن يسعون لـ(الشو الإعلامى)؟
** أرفض كل مظاهر الشو الإعلامى، كما أرفض أن يستخدم إسمي لمجرد (شو إعلامي).
وأناشد كل المحامين أن يباشروا القضايا بانفسهم، وأطالب بتحويل المحامين تحت التمرين إلى عمل إداري على أن يحضروا الجلسات مع المحامي الرئيس ليتزودوا من خبرته أولا، وهذا أراه سيعمل على تقوية الشكيمة عند المتدرب، وأنصح المتدرب: لا تخف من القاضي هو انسان مثلك هو موظف وانت موظف، ويتكلم، قل، ناقش، قل دفوعك، قل ثغراتك، احكي، هذا طبيعي، لكن عندما يأتى جيل جديد ليتدرب فأرى أنه كثير عليه أن يمسك ملفا يثبت حضورا أو توكيلا (أمسكه أوراق قضية يتحدد عليها مصير أشخاص) وكما أن المحامي هو الذي يستمع إلى الموكل في الاستشارة، فلا يجوز أن يحضر متدرب بدلا منه في الجلسات المصيرية.
* رسالة تبعثين بها للرئيس السيسى ماذا تقولين فيها؟
** أولا أنا أحب الرئيس السيسي جدا وألفت نظر سيادته إلى نقطة مهمة بقولى: يا ريس (أطفالنا وستاتنا) في خطر، فالقوانين الجديدة في تعديل قانون الأسرة لابد يتعمل عليها متابعة قوية، لأن ذلك يحدد مستقبل جميع فئات المجتمع، منهم: الطيار والضابط والمهندس والدكتور وايا كانت المهنة، الجميع فوق رأسي حتى الصحفي والمذيع والمحامي كل واحد يقوم على أسرة، إما متفككة لظروف طبيعية، أو مكملة في ظروف غير طبيعية، نحن نريد تهيئة الموضوع، كيف لو لوضعت قوانين تحدد بوضع قوانين غاية فى الصعوبة، مثل: (الطلاق) (حق الرؤية) لابد يكون فيه ضمان يضمن للست حتى تقدر تعمل استضافة للأب، يضمن للأم أن يعيد إليها الأبناء مرة ثانية بدلا من أن يأخذ الأب الابن ويهرب، نحن نعيش في بلد له تاريخ، فيها ناس وشخصيات ممتازة، وزي ما فيها ناس حلوة، يوجد فيها ناس ظالمة، تأكل حقوق أناس آخرين.
لذا أناشد سيادة الرئيس بضرورة تقنين قانون الأحوال الشخصية بالتعاون مع الأزهر الشريف ومع التشريعات من جهة تشريعية تصعب مشروع الطلاق على الزوجين وعلى الست خاصة، بأن تصعب مشروع الطلاق على الرجل والمرأة.
وبلسان حال كل متضرر أقول: اعطني ضمانات ان ابني أو بنتي تبات عند والدها، ثم يعيده أو يعيدها إلي مرة أخرى، بدلا من أن أستيقظ من نومي ذات يوم فأجد ابنى أو ابنتى قد سافرت مع والدها خارج البلاد، اعطني ضمانات أنني كمطلقة أعيش حياة كريمة، وليس في مجتمع ذكوري كل همه أنني سيدة مطلقة سهلة المنال.
تحية واجبة لسيادة الرئيس على ما قام به من عمل مبادرات عديدة أفادت الشعب المصري، أعجبني منها تلك المبادرة الرائعة الممتازة وهي أن كل أم معيلة لا تدفع مصاريف المدارس، كل الشعب استفاد من مبادرات الرئيس، أدعم الرئيس وأطالبه مناصرة الضعفاء والمساكين وأولهن المطلقات.
إرسال تعليق