عطاء الله.. مستمر لا ينقطع

 

كان للإمام محمد ماضى ابوالعزائم دروس بداره في السودان يلقيها بعد صلاة العصر، وفي مسجد الخرطوم الكبير كانت له مجالس ذكر وعلم منتظمة يدرس فيها تفسيره للقرآن الكريم- "أسرار القرآن"- والموطأ والبخاري وقسم العبادات من مدونة مالك بن أنس رضي الله عنه.

وفي إحدى حلقات دروس الإمام بالمسجد الكبير بالخرطوم تكلم بمعانٍ عالية أدهشت السامعين، مما دعا أحدهم إلى مقاطعته قائلًا: كلام مَن هذا يا مولانا؟؛ هل هو كلام سيدي عبد القادر الجيلاني؟، فأشار الإمام إليه بيده وقال: انتظر يا بنيّ، ثم واصل الحديث وأتى ببيان أعجب مما تقدم، فلم يتمالك الرجل نفسه وقال: كلام مَن هذا يا مولانا؟؛ هل هو كلام سيدي محيي الدين بن عربيّ؟، فقال: انتظر يا بنيّ، ثم واصل الحديث، وعلا بالعبارة فأخذ بمجامع القلوب، فما كان من الرجل إلا أن وقف منبهرًا وقال: كلام مَن هذا يا مولانا؟؛ هل هو كلام سيدي أبي الحسن الشاذليّ؟، فقال: انتظر يا بنيّ. 

ثم توجه إلى السائل بقوله: يا بنيّ: مَن الذي أعطى الشيخ عبد القادر الجيلانيّ؟، قال: الله، فقال: ومَن الذي أعطي سيدى محيي الدين بن عربيّ؟، قال: الله، فقال: ومَن الذي أعطى سيدي أبا الحسن الشاذليّ؟، قال: الله، فقال: وهل المعْطِي توقف عن العطاء أم أن عطاءه مستمر؟، قال: بل عطاؤه مستمر، عندئذ قال الإمام: يا بني؛ إن الذي أعطى هؤلاء هو الذي أعطاني.

#كتاب_الامام_أبوالعزائم_سيرة_تنبئ_عن_سريرة

0 تعليقات

إرسال تعليق

Post a Comment (0)

أحدث أقدم