هل تعلم ان الذرة الحلوة تمد جسمنا بمعدن الذهب؟!
مع التهاب حر الصيف وحتى اعتدال الخريف، تنتشر عربات الذرة الغضة، المشوية والمسلوقة، في كثير من بلداننا العربية وبعض بلدان العالم من حولنا - تركيا وإسبانيا مثلاً.
إنها تجارة فقيرة لباعة فقراء لدينا، يجلبون "عرانيس" الذرة الخضراء من الحقول ويضعونها على عرباتهم التي تحمل "شوّايات" خشب بدائية أو أواني للسلق كبيرة مع مواقد بسيطة، ومع هبوب نسمات العصاري والأماسي ينعطف المتمشّون على شواطئ البحار والأنهار، أو في شوارع وسط المدن والبلدات، ليحصلوا على العرانيس المشوية أو المسلوقة ليلتهموا حبّاتها الطرية الشهية بنهم.
الشيء الذي لا يعرفه هؤلاء الباعة الفقراء وكثير من زبائنهم أن هذه العربات المتواضعة إنما تبيع الذهب! نعم الذهب، بلا أي استعارة بلاغية.
فهذه الذرة الحلوة هي المصدر الطبيعي الأهم الذي يمد الأجسام بعنصر الذهب في شكل وحدات عضوية تلعب دوراً مهماً في كفاءة قيام الجهاز العصبي المركزي بعمله الخطير والحسّاس.
وفي حال عدم تناول الإنسان للذرة فترة طويلة، فإن الجسم يحصل على احتياجه من الذهب عبر تفاعلات كيميائية حيوية معقدة من عناصر المواد الغذائية الأخرى، وهي تفاعلات تشبه عمل الكيميائي الذي يحوّل المعادن المتواضعة إلى ذهب.
وإذا كان الكيميائي يظل يحلم ويفشل في مهمته السحرية حتى غدا رمزاً من رموز الحكايات الخيالية والخرافية، فإن إبداع خالقنا العظيم يجعل أجسامنا قادرة على استخلاص الذهب من معالجة مواد أخرى، لكن هذا يتطلب إنفاق طاقة هائلة كما يحدث في عمليات المعالجة الذرية لتحويل عنصر إلى آخر، ونحن لا نحسّ بهذه التحوّلات الجبّارة داخلنا لأنها تحدث تحت درجة حرارة أجسامنا العادية وبلا مسرّعات نووية أو قذائف نيوترونية أو غيرها.
ثم إن الذرة الغضة تقدم لنا هذا الذهب دون حاجة لإنفاق طاقة كبيرة!
ليس الذهب وحده هو ما تمنحه الذرة الغضة لأجسامنا، فهي تحتوي- خاصة الذرة الصفراء- على مواد مضادة للأكسدة تقي الخلايا من أعطاب الشيخوخة المبكّرة وتحافظ على حيويتها وقتاً أطول.
ومن هذه المواد مادتا "ليوتين" و"زانثين" التي تساعد على منع تنكّس اللطخة الصفراء بشبكية العين الذي يعتبر السبب الأساس في العمى لدى كبار السن والأصغر سنّاً في حالات نادرة.
إرسال تعليق