عُرْس الصحافة القومية نكون أو لا نكون

 



بقلم..... مصطفى ياسين

عاشت المؤسّسات الصحفيّة القوميّة حالة من أجواء العُرْس الديمُقراطى المُغَلَّف بآليّات الوعى والإدراك والرغبة الصادِقة في محاولة السعى للخروج من أزماتها الراهنة على كافّة الأصعدة والمستويات، المِهنيّة والاقتصاديّة، بخوض جميع أعضائها لانتخابات مجلس الإدارة والجمعيّة العموميّة، وقد أحْسَنَت الهيئة الوطنيّة للصحافة، بقيادة م. عبدالصادق الشُوربجى، والأعضاء المُوقَّرين والهيئة المعاونة، بتقسيم أيام الانتخاب على مراحل، ليتكرَّر هذا العُرْس الديمُقراطى وتُعايِشْه الصحافة المصرية أكثر من مرّة، وليكون أُنْموذجًا للممارسة الديمُقراطية الواعية، ولتقديم القُدوة والمَثَل لما ينبغى أن تكون عليه العلاقة فيما بين المُرَشَّح والمُنْتَخِب من حقوق الأُخوّة والزمالة، واتفاق الجميع على هدف واحد وهو تحقيق المصلحة العامّة للمؤسّسات الصحفيّة، وللمِهنة بشكل عام وأشمَل، خاصة في ظلّ الظروف والتحدّيات التي تواجهها، اقتصاديّا ومهنيّا وتقنيّا.

والآن وبعد أن انفضَّ العُرْسُ، وفاز الجميع- نعم الجميع- المُرشَّحون حتى من لم يحالِفهم التوفيق، وكذا المُنتخِبون الذين شاركوا وأدلوا بأصواتهم فى اختيار مُمثِّليهم ومن ينوب عنهم، من الصحفيين والإداريين والعمّال، لتكتمل منظومة العمل الصحفى متّحدة متماسكة يدًا واحدًة لتخطِّى الأزمات والتغلُّب على التحديات الوجودية التى تقف حائلا دون استعادة الصحافة لدورها الوطنى والتنويرى.

لقد صار الواجب والمسئولية الآن على مجالس الإدارة والجمعيات العمومية، المُنتخَبَة والمُعيَّنة- بعد تشكيلها الجديد- أمام مسئولياتها التاريخية، ليس فقط فى الحفاظ على كينونة وبقاء هذه المؤسّسات القوميّة، وإنما تطويرها وتأهيلها بكل الإمكانات الماديّة والمعنويّة والتقنيّة المتاحة، لاستعادة دورها الحضارى، بل للانطلاق نحو الجمهورية الجديدة التي تتبنَّاها الدولة المصرية الحديثة، مشارِكة أساسية فى تحقيق التنميّة والتقدُّم المُنْتَظَر لمصرنا الحبيبة.

فالصحافة ليست مجرّد مهنة وإنما هى منهج ومبدأ وأسلوب تعامُل وتعايُش فى حياة البشر، وإن كانت تتعرّض لبعض الأزمات والمُشكلات، فهى كغيرها من مراحل الحياة البشرية، قد تَضْعُف وتعتريها بعض الأمراض، لكنها تستعيد عافيَتها سريعا، للتواكَب وتتماشى مع المُتغيّرات من حولها.

وهذا هو دور وواجب ومسئولية المجالس الجديدة- إدارية وعمومية- فى كلّ المؤسّسات الصحفيّة القوميّة، باعتبارها قاطرة التنمية والتقدُّم فى المجتمع.

وهذا أيضا لا ينفى ولا يُسْقِط أو يُقلِّل من دَوْر كلّ عنصر فى تلك المؤسّسات، من عناصر إدارة وتشغيل المنظومة الصحفيّة بشكل عام، فالمسئولية جماعية وعلى كل فرد أن يتحمَّل مسئوليته أمام الله، وأمام نفسه والجميع.

وليَكُن البدءُ سريعا فى عملية الإنقاذ والمتابعة، وإيجاد الحلول المناسبة والناجِعة، ولَيْتَها تكون جديدة ومُبْتَكَرَة، حتّى وإن كانت "غريبة" فى بعض جوانبها، فرُبما تكون هى المُنْقِذَ من تلك الأزمات.

وكلُّنا يقين وثِقَة- فى الله سبحانه وتعالى- بأن القادم أفضل للجميع، ولصحافتنا بصفة خاصة، وإن كانت هناك تطوّرات وتقنيّات جديدة طَرَأت فى كلّ مجالات ومناحى الحياة، فإنها ستكون داعمًا ومُعَضِّدًا وليس قاتلا ومُفَتِّتًا لما هو قائم، خاصة إذا كان هذا القائم من الأسس المتينة والأصيلة فى استمرار الحياة الإنسانية.

فأهلا وسهلا بكلّ فكرٍ جديدٍ يتطلّع لتغيير الواقع إلى الأفضل.

#الصحافة_القومية

#الهيئة_الوطنية_للصحافة

0 تعليقات

إرسال تعليق

Post a Comment (0)

أحدث أقدم