عرض حصري لروائع المتحف الأثري الوطني في نابولي

فى اليوم الأول لـ"العلا للآثار":
كتب مصطفى ياسين: انطلق اليوم الأول من ندوة العلا العالمية للآثار 2024 بمجموعة من النقاشات المعمّقة حول مختلف جوانب المجتمعات المتنقلة، إلى جانب عرض حصري هو الأول من نوعه في الشرق الأوسط لروائع من المتحف الأثري الوطني في نابولي. شهدت الندوة مشاركة 17 متحدثًا و80 باحثًا ومختصًا في علم الآثار والتراث الثقافي، من 34 دولة حول العالم، بهدف مناقشة وتبادل الآراء حول موضوع الندوة لهذا العام "استشراف المستقبل: آثار وتراث المجتمعات المتنقلة عبر الماضي والحاضر والمستقبل". بدأت فعاليات اليوم الأول بكلمة افتتاحية من د. عبدالرحمن السحيباني، نائب الرئيس للثقافة في الهيئة الملكية لمحافظة العلا: " نشهد اليوم لقاءً عالميًا، حيث يجتمع أبرز الخبراء والمختصين من مختلف أنحاء العالم في فرصة فريدة لاستكشاف إرث المجتمعات المتنقلة." ركّز متحدثو اليوم الأول على أهمية المنهجيات الجديدة للتغلب على التحديات في استكشاف آثار وتراث المجتمعات المتنقلة في مختلف أنحاء العالم. وتضمنت الفعاليات مشاركات مميزة من الدكتورة ويليك ويندريتش، أستاذة التراث الثقافي والعلوم الإنسانية الرقمية في جامعة البوليتكنيك في تورين وأستاذة باحثة في قسم لغات وثقافات الشرق الأدنى بجامعة كاليفورنيا في لوس أنجلوس؛ والدكتور ستيفانو بياجيتي، أستاذ باحث في علم الآثار في جامعة بومبيو فابرا في برشلونة تابع لمؤسسة كتالونيا للبحوث والدراسات المتقدمة. أكدت الدكتورة ويندريتش على أهمية اعتبار أفراد المجتمعات المتنقلة شركاء بحث، وليس مجرد مواضيع للدراسة. وأوضحت أنه من خلال التواصل معهم، كما فعلت مع مجتمع "عبابدة" البدوي في مصر، تمكنت من فهم اهتماماتهم: حيث يركز الرجال على الإبل بينما تهتم النساء بالقهوة وتأثيث البيت، مما يعزز فهم دوافعهم القديمة والحديثة. أما الدكتور بياجيتي فأشار إلى أن التطبيقات العلمية الحديثة تساعد في كشف تفاصيل حياة مجتمعات الرعاة المتنقلين، التي تترك آثاراً مادية محدودة. وذكر أن التحليل الكيميائي للتربة والرماد بمواقع مثل "سيوك" في بوتسوانا يكشف عن أماكن تحضير الطعام، مما يوفر رؤى فريدة عن حياتهم اليومية. اختتم اليوم بعرض حصري لوسائل الإعلام لمعرض روائع المتحف الأثري الوطني في نابولي، الذي يضم 15 قطعة فنية رائعة من المتحف الأثري في نابولي، إيطاليا. وسيفتتح المعرض للجمهور من 7 نوفمبر حتى 14 ديسمبر، ضمن فعاليات مهرجان الممالك القديمة في العلا. وتتنوع الأعمال بين التماثيل الإمبراطورية لشخصيات مثل الإسكندر الأكبر وهادريان، ودروع المحاربين، بما في ذلك خوذة ودرع الساق. وسيكون هذا الحدث، وهو الأول من نوعه في الشرق الأوسط، من أبرز فعاليات مهرجان الممالك القديمة 2024 ضمن تقويم لحظات العلا. نبذة عن العلا تُعدّ العلا واحدة من أكثر المناطق نشاطًا في العالم في مجال الاستكشافات الأثرية، حيث تم تحديد أكثر من 30 ألف موقع أثري، بالإضافة إلى وجود 12 مشروعاً بحثيًا قائمًا ضمن هذا المشهد الثقافي الغني. وساهمت الأبحاث التي تشرف عليها الهيئة الملكية لمحافظة العلا، بمشاركة علماء آثار سعوديين وعالميين، بتسليط الضوء على مختلف أوجه تاريخ العلا عبر العصور، بما في ذلك الهياكل الحجرية الضخمة المعروفة باسم "المستطيلات"، والمنشئات الحجرية المخصصة للصيد المعروفة بـ "المصائد الحجرية"، و"الطرق الجنائزية" الطويلة التي ربطت بين المستوطنات والمراعي عبر ممرات محاطة بالمدافن، بالإضافة إلى المساكن المعروفة باسم "الدوائر الحجرية المنصوبة"، وتشير هذه الدراسات بمجملها إلى أن المجتمعات المبكرة في شمال غرب شبه الجزيرة العربية كانت أكثر تعقيداً وارتباطاً بالمنطقة الأوسع مما كان يُعتقد سابقاً. تستمر ندوة العلا العالمية للآثار في يومها الثاني في قاعة مرايا. وتُعدّ ثاني أكبر لقاء لخبراء علم الآثار والتراث الثقافي، حيث تُعقد بالتناوب معقمة العلا العالمية للآثار التي انطلقت في عام 2023.

0 تعليقات

إرسال تعليق

Post a Comment (0)

أحدث أقدم