عزز قدرة أي طفل على: التحلي بالتنظيم، اتمام المهام، مقاومة الضغوطات، التعلم من الأخطاء، والحفاظ على التركيز. من خلال المراحل التالية: 1- المهارات التنفيذية: نشعر بالإحباط عند رؤية أطفالنا، الذين يملكون قدرات ذهنية لفهم الرياضيات أو تعلم اللغات، عاجزين عن أداء أمور يومية لا تحتاج إلى مجهود ذهني كترتيب الغرفة. لكن المشكلة ليست في قدرتهم على الاستيعاب بل في قدرتهم على تنسيق سلوكهم لفعل شيء معين، بمعني أدق لا يستطيعون استخدام ذكائهم بالشكل المناسب لافتقارهم إلى ما يسمى بالمهارات التنفيذية.
المهارات التنفيذية هي مهارات قائمة على المخ، والجزء المسؤول عنها الجبهة الأمامية، وهي مطلوبة لأداء المهام. تنقسم تبعًا لدورها إلى قسمين، مهارات التفكير وتشمل: الذاكرة العاملة (القدرة على الاحتفاظ بالمعلومات)، والتخطيط، والتنظيم، وإدارة الوقت وإدراك الإدراك (القدرة على إلقاء النظر على النفس في موقف ما لمراقبة السلوك أو طريقة حل المشكلات)، ومهارات السلوك وتشمل: كبح رد الفعل (القدرة على التفكير قبل التصرف)،
والسيطرة على الانفعالات، وإطالة الانتباه، وبدء المهمة، والمثابرة نحو الهدف، والمرونة (القدرة على تعديل الخطط لمواجهة العقبات).
2- حسن التآلف: بالنظر إلى نقاط ضعف أطفالنا سنُدرك أن المواقف اليومية التي تسبب خلافًا دائما بيننا، تحتاج إلى مهارات يفتقرون إليها. وبالنظر إلى نقاط قوتنا وضعفنا، من الممكن أن نكتشف أننا نملك أنماطًا مختلفة من نقاط القوة والضعف مما يجعل المشكلة بيننا تتفاقم.
فعندما يكون الطفل ضعيفا في مهارة ما قد لا يُدرك مدى تأثير ذلك، وسوف يشعر بأن انفعالنا بشأن هذا الأمر مبالغ فيه، والعكس بالعكس، مما قد يؤدي إلى وجود خلافات مستمرة، كما يجعل مناخ المنزل متوترًا بحيث يعيقهم عن تنمية مهاراتهم. وقد نملك نقاط الضعف نفسها وهذا يعرضنا أيضًا لمشكلات، ففي أثناء أدائنا معًا لمهمة تحتاج إلى مهارة نفتقر إليها، ونفشل فيها أو ننجزها في وقت أطول، فسوف نوجه اللوم لبعضنا بعضًا.
3- ما نفعله لا يجدي نفعًا: هناك بعض النصائح ذكرها الكاتب تزيد من فرصة نجاح الخطة، كإشراك الطفل في وضع الخطة لمساعدته على تحمل المسؤولية وتحديد ما سوف يتناسب معه إذا لم يستطع أن يُحدد، فيمكننا ممارسة العصف الذهني أو إتاحة بعض الخيارات له.
وقد لا يرغب الطفل في المشاركة في وضع الخطط، سنستخدم التفاوض أو محفزات أقوي.
من المتوقع أيضًا ظهور بعض العقبات في أثناء الخطة، حينها يمكننا وضع بعض التعديلات لتحقيق الاستفادة القصوى. إذا كانت المهارة المستهدفة هي كبح رد الفعل، أو السيطرة على الانفعالات، فيمكننا تدريب الطفل بشكل تدريجي على المواقف التي تستثير أعصابه، حتى يتمكن من الالتزام بالتوجيهات عند تعرضه لها. بعد فترة من الممارسة، لن نذكر للطفل المطلوب بشكل مباشر، سوف نبدأ بإخباره أن ينظر إلى قائمته، بعد فترة سوف نسأله عما يجب فعله، حتى يصل بمرور الوقت إلى أن يسأل هذا السؤال لنفسه.
بعد كل ما ذكرناه من أساسات ونصائح إذا لم يُجد ما نفعله نفعًا، من الممكن أن هناك خللًا في خطوة من الخطوات: في البداية هل حددنا المشكلة بشكل دقيق، فلا ينبغي ذكر سلوك الطفل فقط، بل تحديد في أي موقف أو وقت يزداد احتمال ظهور هذا السلوك.
4- الدعم المهني: إذا وجدنا أنه لا يوجد خلل في الخطة وما زال أطفالنا لا يُظهرون تحسنًا، فسوف نلجأ إلى طلب المشورة من اختصاصي نفسي أو اختصاصي اجتماعي. يُنصح بالبحث عن الاختصاصيين الذين لديهم خبرة في تدريب الآباء، ولا يعتمدون على الطرق التقليدية كاستراتيجيات الاسترخاء، بل يحددون ما إذا كانت البيئة بها مثيرات تؤدي إلى ظهور السلوك المسبب للمشكلات وكيف يستجيب الطفل للمثيرات، ثم يعملون مع الآباء على تعديل البيئة أو السلوك.
سوف يُجري الاختصاصي النفسي مقابلات مع الآباء لتقييم الحالة، وسوف يستخدم بعض المقاييس لتحديد النقاط التي يُظهر فيها الطفل ضعفًا. قد يلجأ إلى بعض الاختبارات ليتأكد ما إذا كان الطفل يعاني مشكلات في التعلم أو اضطرابات نفسية مثل الاكتئاب، أو الاضطراب الوجداني الثنائي القطب.
وفي حالة وجود اضطراب نقص الانتباه أو اضطرابات نفسية، قد يلجأ إلى استخدام العقاقير الطبية، خصوصًا إذا كانت هذه الاضطرابات تؤثر في تكوين الطفل للصداقات، وتقدير الذات أو القدرة على التعلم، وقد يكون كم الجهد المطلوب أكبر من قدرات الطفل. يقلق بعض الآباء من استخدام العقاقير، لكن بدمجها مع المعالجات النفسية والسلوكية، تجعل الطفل يحتاج إلى جرعات أقل.
وختاما، نجاحنا في تنمية مهارات أطفالنا، يجعلنا لا نقلق بشأن ما سوف يتعرضون له من ضغوطات في فترة المراهقة، إذ إنهم سيبدؤون في الانجذاب للاستقلال، وتحمل المسؤولية بمفردهم، وينفرون من الإشراف أو الدعم.
لذا يجب البدء في مرحلة الطفولة، سنبذل جهدًا إضافيا وقد نواجه العديد من المعوقات، ونبدأ في الاستسلام لفكرة أن نتركهم لتجارب الحياة حتى يتعلموا منها ويغيروا من نمط حياتهم، لكن يجب أن نتذكر أننا نملك نقاط ضعف لم نستطع تنميتها حتى الآن على الرغم من أنها تسبب لنا المشكلات يوميا.
ونعلم أن ذلك قد يعرضهم لمشكلات كبيرة في المستقبل كالفشل الدراسي وخسارة الأصدقاء أو يقلل من ثقتهم في أنفسهم، لذا من الأفضل التدخل، واستخدام الأساسات لوضع خطة لتنمية المهارات.
إن لم نستطع وضع خطة، فهناك خطط جاهزة في الفصل العاشر من الكتاب، إذ يحتوي على عشرين مهمة روتينية والمهارات التي تتطلبها، لكل مهمة خطة مع اقتراحات لبعض التعديلات. يوجد من الفصل الحادي عشر إلى الفصل الحادي والعشرين مقاييس لتقييم مهارة الطفل،
كل فصل يختص بمهارة ويحتوي على خطة تساعد على تنمية تلك المهارة. بمجرد تحديد نقاط ضعف الطفل فإننا سنتمكن من اختيار الخطة المناسبة.
إرسال تعليق